عفواً .. ثم عفواً .. !!
الصحف والمجلات والفضائيات منذ فترة وهي تشيد باتحاد سمير زاهر القديم والجديد بأن أول اتحاد كرة لا يأخذ إعانات من الدولة!!!!!
عفواً... ثم عفواً... ثم عفواً كمان!!!
منذ انشئ اتحاد الكرة في أول العشرينيات وهو يتم تمويله ذاتياً... وإن كنت لم أعاصر سوي حيدر باشا ثم فؤاد سراج الدين وكانا يصرفان علي الاتحاد من جيبهما... كان إيجار شقة 7 شارع الشواربي مقر الاتحاد مع مرتب عم حسن عبدالدايم سكرتير الاتحاد ومرتب الفراش من جيب رؤساء الاتحاد... مع أية مصاريف أخري.
ثم عاصرت الفترة التي كانت الرياضة تابعة لوزارة الشئون الاجتماعية... هناك إدارة تابعة للوزارة اسمها "إدارة الرياضة"... وكان المدير المرحوم محمود مختار التيتش.. قبل أن نعرف شيئاً اسمه "المجلس الأعلي للشباب والرياضة" عام 1956 أو وزارة للرياضة أحياناً كثيرة.
وكان مختار التيتش يرسل في بداية كل عام مبلغاً من الوزارة إلي اللجنة الأوليمبية لتنفق منها علي الاتحادات والسفريات.
وحينما تولي المرحوم محمود بدرالدين منصب مدير عام الاتحاد... وكان يعتبر أول "مدير حقيقي" بعد مرور عشرين عاماً كان سكرتير الاتحاد خلالها عم حسن عبدالدايم الذي لا يعرف القراءة والكتابة وكان يضع ختم الاتحاد وختم توقيعه بفتلة في أصابعه!!!!
أقول حينما تولي بدرالدين المسئولية في منتصف الأربعينيات كان يتلقي من اللجنة الأوليمبية التي كان مقرها شقة في أول دور من عمارة في شارع قصر النيل أمام سينما قصر النيل... نفس العمارة التي عاش فيها ومات فيها الفنان الكبير شكري سرحان... كان بدرالدين يتلقي شيكاً بمبلغ 430 جنيهاً. في أول كل يناير وكان يرد الشيك إلي اللجنة مع خطاب لا يتغير قط.
كان بدر الدين يقول في خطابه ان اتحاد الكرة يكسب من مباراة واحدة أكثر من الاعانة السنوية.
فقد كان من عادة بدرالدين ما أن تفوز دولة ببطولة العالم. وبطولة الأوليمبياد أو حتي بطولة أوروبا إلا يذهب فوراً إلي سفارة هذه الدولة ليستضيف فريقها ليلعب مباراتين بالقاهرة والإسكندرية... ونجح في كل اتصالاته.
ثم جاء المرحوم مراد فهمي سكرتيراً عاماً لاتحاد الكرة وسار علي نفس سياسة بدرالدين... لم يأخذ مليماً من المجلس الأعلي للشباب والرياضة.. بعد أن بدأ يضع اللوائح... وتخصيص نسبة مئوية من الإيرادات للاتحاد.
ويترك مراد فهمي اتحاد الكرة المصرية ليتولي إدارة اتحاد الكرة الافريقي... ولينتهي زمن الرجال الكبار... زمن الشفافية وحب البلد والانتماء... خاصة بعد أن جاء زمن المجلس الأعلي للرياضة ومعه "مال الحكومة السايب".
عفواً... ثم عفواً... ثم عفواً كمان يا أخ سمير زاهر!!!... كان الشرفاء لا يأخذون شيئاً من الدولة... أيام الزمن الجميل!!!
الجمهوريه