عودة إلى حادثة الشيخ زايد
مصر اليوم
٢٢/ ١٢/ ٢٠٠٨
قد يظن البعض أن ملف اغتيال فتاتى الشيخ زايد قد أغلق بالقبض على الفاعل، وهو ذلك الشاب الذى يعمل حداداً.. ومن جانبى وبعد أن هدأ الحدث قليلاً بالنسبة للعامة.. دون أهل وأحباء القتيلتين وأهل القاتل أيضاً.. أرى أن ذلك الحادث يفتح بعض الملفات، أهمها تلك الثقة المفقودة بين (عموم الشعب) والداخلية، وتظهر حالة فقدان الثقة فى رفض الرأى العام أن يكون القاتل هو هذا الشاب.. أما لماذا الرفض؟
فللأمانة له شقان.. أولهما تلك الحملة الصحفية الظالمة التى صورت الفتاتين كما لو كانتا من بنات الليل والهوى، وهما من ذلك براء.. وحتى فرضاً لو كانتا كذلك فأظن أن الستر أولى!..
أما الشق الثانى والمهم فهو أن الداخلية قد عودتنا كراعى الغنم الذى كان يستنجد بالقوم لينقذوه وغنمه من الذئب، ثم يظهر أنه لا يوجد ذئب، بل هى دعابة من الصبى، حتى جاءه الذئب بالفعل، وعند طلبه النجدة لم يصدقه أحد ويذهب لنجدته، فضاع الصبى وضاعت الغنم! هذا ينطبق تماماً على الداخلية عندما قدمت الممثلة حبيبة كقاتلة لزوجها، وزج بها فى السجن ثم ثبتت براءتها بعد سنوات قضتها فى السجن، فماذا لو كان الحكم عليها هو الإعدام؟
ثم عاودت الداخلية فقدمت شاب بنى مزار كبطل للمذبحة الشهيرة، ثم، وبالأدلة والبراهين وكل الشواهد، ثبتت براءته!! والأمثلة كثيرة لا يتسع المجال لسردها، مما أفقد الشعب الثقة بالداخلية، ناهيك عن بعض تجاوزات رجالها على الشعب بأسلوب أو بآخر!
ومن خلال منبر «السكوت ممنوع» أناشد كل المسؤولين بالداخلية العمل الإعلامى والفعلى لمد جذور وأواصر الثقة بين الشعب والداخلية، حتى يشعر المواطن بصدق أن الداخلية درع له، وليست هراوة يضرب بها، وكفى ما يعانيه المواطن من تطبيق قانون المرور، الذى أصبح قانون جباية.. وليس حماية!