محيى الدين صديق محترف
عدد الرسائل : 662 تاريخ التسجيل : 08/12/2008
| موضوع: ...طفل...صلاح عبد الصبور السبت يناير 10, 2009 5:32 pm | |
| طفل
قولي...أمات جِسِّيهِ, جِسِّي وجنتيه هذا البريق ما زال ومض منه يفرش مقلتيه هذي أصابعه النحيلة هذي جدائله الطويلة أنفاسه المترددات بصدره الورديِّ كالنغم الأخير من عازف وفدَ النعاس عليه في الليل الأخير و تلك جبهته النبيلة بيضاء يلمع فوق موجتها الزَّبَد قولي...أمات و أنا غدوت بلا أحد و سألْتِني: ما الوقت, هل دلِف المساء؟ أتذهبين؟ و لِمَ نطيلُ عذابَه حتى الصباح؟ لن يُرجع الصبح الحياة إليه, ما جدوى الصباح؟ ومَضَ الشعاع بعينه الهدباء ومضته الأخيرة ثم احترق و رأيتُ شيئا من تراب القبر فوق الوجنتين ربَّاه! فوق الصدر, فوق الساعدين و العازف المغلوب نام, و مات في الصمت الكبير نغم أخير و سألتِ مات؟ أجل سأبكيه...سنبكيه معا و وجمتِ, لا الجفن اختلج و نهضتِ, ثم فتحت هذا الباب في صمت ملول و نظرتِ خلف الباب تلتمسين سلمة النزول و وقفتِ, ثم رجعتِ في عينيك شىءٌ من وهَج كي تلمسيه أو تغمضى عينيه, أو تتأمليه لا تلمسيه هذا الصبي ابن السنين الداميات العاريات من الفرح هو فرحتي لا تلمسيه أسكنتُه صدري فنام وسَّدتُه قلبي الكسير و سقيتُ مدفنه دمي و جعلتُ حائطَه الدموع و أنرتُ من هدبي الشموع ليزورَهُ عمري الظمي | |
|