هكذا فعل نبينا مع اليهود.. فماذا فعلنا؟!
كلمة لابد منها وهي أن يعلم كل إنسان علي وجه الأرض أن اليهود ليسوا شعب الله المختار كما يدعون ولا هم أيضا أبناء الله وأحباؤه كما يزعمون فاليهود ادعوا هذا بل ادعوا أن نبي الله إبراهيم عليه السلام هو أبو اليهود وأنه فضلهم علي كثير من الخلق وأنه ترك لهم وصية بأرض الميعاد من النيل إلي الفرات "إنها لهم".
وهنا سؤال كيف يفضلهم وهم لم يؤمنوا بالله؟
ولو فضلهم لكان أولي بالتفضيل أبوه فقد تبرأ منه سيدنا إبراهيم لأنه لم يؤمن بالله وحده وفي سورة التوبة 114 يقول الله تعالي: "فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم".. ونجد الحق سبحانه وتعالي يصف ملته بقوله 67 آل عمران
"ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما".. بل نجد أن دعوة إبراهيم لذريته أن تكون أمة مسلمة 128 البقرة.. "ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم".
فاليهود ليسوا شعب الله المختار فاليهودية تنسب إلي يهوذا السبط الرابع ليعقوب. ويقال إنه هو الذي أشار علي اخوته بإلقاء يوسف في البئر فاليهود يضمرون الحقد والكيد للمسلمين في كل الأحوال وبكل الطرق والأساليب سواء كان ذلك بإثارة الفتنة أو القتال أو بشن الحرب علي المسلمين فهم يريدون فتنة المسلمين في دينهم والقضاء عليهم.
وكلنا يعلم أنه عندما هاجر الرسول صلي الله عليه وسلم من مكة إلي المدينة وكان اليهود يقيمون بجوار المسلمين وهم "يهود بني قينقاع. وبني النضير. وبني قريظة" فكان من سياسته صلي الله عليه وسلم وحسن تدبيره أن يبدأ هؤلاء اليهود بالمودة ويبسط لهم يد الأخوة ويتفق معهم علي التضامن والتعاون وليس خوفا منهم ولا من أسلحتهم ولا من قوتهم ولا من عددهم ولا من عدتهم ولكن من أجل أن تكون المدينة كلها صفا واحدا وقوة واحدة.
ولكن اليهود حذروا وخافوا وبدأوا بالعدوان فرد الرسول والمسلمون علي اساءتهم وظلمهم بما جعلهم عبرة أمام القرون والأجيال.
فالإسلام دين سلام ولكن في الوقت نفسه لا يقبل الاستسلام ولا يدعوا المسلمين إلي أن يبدأوا بحرب علي غير المسلمين إلا إذا هم بادءوهم بحرب عدوانية عند ذلك يفرض الاسلام علي المسلمين الجهاد للدفاع علي حوزة المسلمين وعن عز الإسلام.
وقد ورد أن امرأة من الأنصار قدمت إلي سوق اليهود من بني قينقاع ومعها حلية لكي تعرضها علي صائغ منهم. فجلست إلي الصائغ في تلك السوق فجعل اليهود يريدونها أن تكشف وجهها وهي تأبي. فجاء يهودي من خلفهما في غفلة منها فأثبت طرف ثوبها بشوكة إلي ظهرها. فلما قامت انكشفت سوأتها فضحك اليهود؟ وصاحت المرأة صيحة في مزيج من الحزن والندم والخجل والاستغاثة؟ فوثب رجل من المسلمين علي الصائغ اليهودي فقتله واجتمعت اليهود علي المسلم فقتلوه أو حينئذ دعا رسول الله صلي الله عليه وسلم رؤساءهم وحذرهم عاقبة البغي ونكث العهد وطلب إليهم أن يكفوا عن أذي المسلمين وأن يحفظوا عهد المودة والسلام حتي لا يصيبهم ما أصاب قريش في غزوة بدر. ولكنهم استخفوا بوعيده وأجابوه قائلين.
"لا يغرنك يا محمد أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب. فأصبت منهم فرصة. إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس".
ثم تظاهروا بالعداوة وتحصنوا في حصونهم فأنزل الله تعالي قوله علي رسوله في الآية 12 . 13 آل عمران "قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلي جهنم وبئس المهاد. قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخري كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار".
ثم سار إليهم رسول الله صلي الله عليه وسلم يحمل لواءة عمه حمزة بن عبدالمطلب. فحاصرهم خمس عشرة ليلة متتالية لا يخرج منهم أحد ولا يدخل إليهم بطعام أحد. ولما رأوا من أنفسهم العجز عن مقاومة المسلمين وأدركهم الرعب. سألوا رسول الله أن يخلي سبيلهم فخرجوا من المدينة ولهم النساء والذرية وللمسلمين الأموال فقبل رسول الله ذلك ووكل بجلائهم "عبادة بن الصامت" وأمهلهم ثلاث ليال رحلوا بعدها إلي "أذرعات بالشام" هذا هو فعل رسول الله فما هو فعلنا؟
سؤال : هل اتعظ اليهود بما حدث؟ هل استفادوا من الدرس؟ كلا وللأسف الشديد ولا عجب. فالغدر شيمة اليهود.. يا أمة الإسلام إن غاب عنكم رسول الله صلي الله عليه وسلم.. فلن تغيب سنته. فسنته باقية ببقاء الدنيا.. هكذا كان يفعل رسول الله بكل الغادرين الخائنين. أما الأمة اليوم ففعلها كله خزي وتهاون وبعد عن منهج الله ورسوله.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين.
بقلم الشيخ : إبراهيم البدري