موضوع: لحظات صادقه الأربعاء فبراير 11, 2009 12:50 am
قالت النفس :
بعد أن ضيقت عليها الخناق ....... وما ذنبي في أن قدر الله علي ارتكاب الذنوب * إنني مجبرة على ذلك * ولا أستطيع التخلص مما قدره الله علي فلو ما شاء الله منى الطاعة لأطعت * ولو شاء منى المعصية لعصيت !
قلت:
الآن تكشّفت حقيقتك * وأخرجت ما بداخلك * واحتججت بما احتج به المشركون كما قال تعالى : (َيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْم ٍفَتُخْرِجُوهُ لَنَاإِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ) (الأنعام: 148 ) ثم اخبر تعالى إن هذه الحجة لا تقوم على برهان صحيح ، وإنما هي الظنون الكاذبة والأوهام الباطلة (قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْم ٍفَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ) (الأنعام: 148 ) لماذا يحتج الإنسان بالقدر في حال المعصية فقط ؟ لماذا لا يحتج بالقدر عند الطاعة؟ ولماذا لا يترك العمل للدنيا ويستسلم للفقر ويحتج على ذلك بالقدر؟ لماذا لا يترك طعامه وشرابه وذهابه إلى الطبيب واخذ الدواء ويستسلم للجوع والعطش والمرض ويقول: إن الله كتب علي ذلك. *لو كان القدر عذرا للعصاة والمجرمين لكانت الأمم السابقة التي أهلكها الله عز وجل معذورة هي الأخرى فيما صنعت ولبطلت بذلك اغلب نصوص الوعد والوعيد. ومما يدل على بطلان هذا الاحتجاج أن هذا المحتج ذاته إذا اعتدى عليه إنسان . فأخذ ماله أو انتهك حرمته، واحتج عليه المعتدى بالقدر وقال له : لا تلمني فأن اعتدائي عليك كان بقدر الله فأن هذا المعتدى عليه لن يقبل هذا الاحتجاج * ولن يعد ذلك عذرا فلماذا يحتج على الله عز و جل بشيء لا يقبله هو ولا يرضاه ولا يقرُه؟
* أن الاحتجاج بالقدر يلزم منه أن يستوي أولياء الله وأعداؤه * والمؤمنون والفجار* والعصاة والأبرار ؛ لأنهم جميعا مجبورون على أعمالهم لا اختيار لهم فيها على حد زعم هؤلاء * وهذا من أبين البطلان وأعظم الكذب والافتراء . قال تعالى: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) (سورة القلم ) ( لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةَِ أصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ) ( الحشر 20) فالله تعالى منح عباده الإرادة والاختيار * وجعل لهم المشيئة والتميز * فمن شاء اهتدى وكان من السعداء * ومن شاء كفر وكان من الأشقياء قال تعالى (فَمَن شَاءفَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) (الكهف 29) وكل ميسر لما خلق له.
أخوتي وأخواتي: تعالوا معي نحاسب أنفسنا قبل أن يأتي يوم الحساب *ولا نجد جواب لما عملنا من معاصي أمام الخالق الأعظم هيا معي نطهر أنفسنا من المعاصي ومن الشرور فأن الله غفور رحيم (قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) (الأعراف : 156
MASA المدير
عدد الرسائل : 231 العمر : 37 الموقع : www.sadeek100100.ahlamontada.com احترام قوانين المنتدى : تاريخ التسجيل : 06/12/2008
موضوع: رد: لحظات صادقه الجمعة فبراير 13, 2009 9:25 am
موضوع متميز جزاكى الله كل خير قال تعالى ( وماظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون) شكرا ع الموضوع وربنا يرحمنا جميعا