بيع جامعه الاسكندريه

يانهار أسود‏..‏ معقول بعد كل ما قاله وزير التعليم العالي ورئيس جامعة الإسكندرية معا لكل الصحف وعلي شاشات التليفزيون بل وأمام مجلس الشوري في جلسه خاصة عن أنه لا بيع لجامعة الإسكندرية‏,‏ وأنها باقية في مكانها يتضح وبحكم قضائي أن هناك قرارا بنقل الجامعة من مقرها الحالي والتاريخي إلي أطراف مدينة الإسكندرية وتحديدا في منطقة أبيس‏..‏ وطبعا مش محتاجه أي ذكاء لمعرفة أن نقل الجامعة من مكانها سوف يعقبة منطقيا بيع المبانـي الخاوية‏!!‏ وجاء حكم محكمة القضاء الإداري ليكشف أننا توهمنا أن الوزير ورئيس الجامعة تراجعا عن فكرة نقل الجامعة من مكانها‏,‏ وحين أعلن الدكتور هاني هلال ومعه الدكتور حسن ندير منذ عام تقريبا أنه لا نقل ولا بيع لجامعة الإسكندرية قلنا في هذا المكان وحرفيا إنه رغم تصريحات الوزير الواضحة‏,‏ فالناس في الإسكندرية وفي جامعتها بالتحديد مازالت لا تصدق‏,‏ ويؤكدون أنه جرت العادة علي أن النفي بهذه الصورة معناه أن الجامعة سوف تنقل من مكانها وسوف تباع لا محالة‏!!‏

وللأسف صدقت شكوك الناس وكان ذلك تعبيرا عن فقدان المصداقية بسبب المواقف السابقة الغامضة التي غابت فيها الشفافية والوضوح‏.‏

وعلي طريقة فتح عينك تاكل ملبن مازال رئيس جامعة الإسكندرية حتي بعد حكم المحكمة يؤكد أن المشروع مجرد توسعات في أرض أبيس‏,‏ وليس نقلا أو بيعا للجامعة رغم أنه سبق أن أعلن بنفسه وعلي شاشات التليفزيون أن مباني جامعة الإسكندرية علي وشك الانهيار‏,‏ واعلن عن ضرورة إنشاء جامعة جديدة‏,‏ وان إنشاء هذه الجامعة الجديدة مشروط ومرهون باجلاء جامعة الإسكندرية وهدمها وبيع أرضها التي قدرها الدكتور ندير بنحو‏12‏ مليار جنيه‏.‏

وطالبنا بصدور تقرير هندسي موضوعي ومحترم عن حالة منشآت جامعة الإسكندرية‏,‏ ومدي صحة ما يردده رئيس الجامعة من أن سيادته اكتشف أن مباني الجامعة متهالكه وعلي وشك الانهيار‏,‏ وأنه بدلا من وضع خطة لصيانتها قرر أن يأخذها من قصيره وتعامل مع الموضوع بشعار باعة مستلزمات الصرف الصحي الذي يقول انسف حمامك القديم مع تعديل طفيف ليجعله انسف جامعتك القديمة‏!!‏

ونعود لنسأل وقد فتح ملف الإسكندرية وجامعتها ألا تستحق محافظة الإسكندرية إنشاء جامعة ثانية بل وثالثة أيضا ؟‏!‏ وهل يمكن أن تظل محافظة الإسكندرية تلقي بكل عبء التعليم الجامعي لأبنائها علي جامعة واحدة هي جامعة الإسكندرية ؟‏!‏

وطالما أن السيد الدكتور رئيس الجامعة ومعه السيد الدكتور الوزير بصدد‏,‏ انشاء جامعة جديدة لأبناء الأسكندرية نسأل ما هو المانع من إنشاء هذه الجامعة الجديدة إلي جانب جامعتها العريقة الموجودة حاليا ؟‏!‏ وهل إنشاء جامعة جديدة يرتبط بإزالة الجامعة الحالية ؟‏!‏ إن رئيس جامعة الإسكندرية الدكتور ندير قالها بلسانه صوتا وصورة علي شاشة التليفزيون بمنطق التاجر الشاطر من أن العائد المتوقع لبيع أراضي جامعة الإسكندرية بسعر السوق يصل إلي‏12‏ مليار جنيه‏,‏ ويحتاج سيادته منها أربعة مليارات لبناء الجامعة الجديدة‏,‏ والباقي‏8‏ مليارات مكسب وأرباح لصاحب القسمة والنصيب‏!!‏

يا عالم حد في الدنيا سمع عن جامعة للبيع ؟‏!‏ وهل يمكن حساب قضية بهذا الحجم من الأهمية بحسابات التجارة والسوق والمكسب والخسارة‏..‏ نهد ونبيع أي حاجة حتي لو كانت جامعة طالما أن العائد المادي يستاهل‏.‏ ؟

ومن الذي يطرح هذا المنطق المدمر في التعليم ؟‏!‏ منطق التجارة والبيزنس‏..‏ ولو أن الأمر كذلك فإن أمامنا فرصا لتحقيق أرباح خيالية منها مثلا أن ننقل جامعة القاهرة و نحدفها في طريق الفيوم وشوف أرض في موقع جامعة القاهرة وبمساحتها دي ممكن تجيب كام ؟ ومفيش مانع أننا نبيع أرض حديقة الحيوانات وهي برضة تجيب مليارات‏..‏ ومالوش لزوم أساسا لوجود حديقة للحيوانات‏!‏ واللي عايز يتفرج علي الحيوانات يبقي يتفرج عليها في التليفزيون‏..‏ وكمان ممكن جدا نبيع أرض حديقة الأسماك وهي في منطقة محترمة علي النيل‏,‏ وشوف تسـاوي كام ؟‏!‏ وهو يعني هي الناس خلاص مش ناقصها غير الفرجة علي السمك‏!!‏

يا عالم فيه حد سمع عن جامعة للبيع‏,‏ أو سمع عن التعليم بمنطق الربـح والخسارة ؟‏!‏ في النهاية نقول لرئيس جامعة الإسكندرية مش دايما التجارة كلها شطارة‏,‏ فأحيانا تكون التجارة خسارة كبيرة خصوصا لو كنا نتكلم عن التعليم‏!‏

المصدر:الاهرام

» ايقاد شعله فى مئويه جامعه القاهره